وفقاً للرجل الذي ربما قام بأكثر الدراسات المفصلة والمكتملة لأصل الأزمة المالية الحالية، فإن أسوأ مرحلة من مراحل التدهور الاقتصادي العالمي قد انتهت. ففي غضون ستة أسابيع، قام عميد كلية الاقتصاد والأعمال بجامعة نيويورك، توماس كولي، و33 من زملائه، بإعداد 18 دراسة تناولت الجوانب المختلفة لظاهرة الأزمة الاقتصادية العالمية.
تتهوّريش.. الأزمة ولّت!!
وقال كولي في تصريح لسي ان ان إنه يعتقد أن مؤشرات أسواق الأسهم التي تشهد تصاعداً كبيراً مؤخراً ربما تكون دليلاً على بداية انتعاش اقتصادي واسع النطاق. وأضاف قائلاً: "هناك مؤشرات مميزة على الانتعاش في الاقتصادي الأمريكي وأنحاء من أوروبا ودول أخرى في العالم. وهناك شعور واضح بأن أسوأ ما في الأزمة قد ولىّ.. ولكن، ما زالت هناك العديد من المخاطر في النظام، وعلينا أن نكون حذرين فيما نقيّمه لأن الكثير من المشاكل لم تحل".
وأوضح قائلاً: "على سبيل المثال، سيكون انتعاش سوق العمل بطيئاً، وذلك بسبب تأثيرات السياسة النقدية جزئياً، وكذلك بسبب حزمة الحوافز المالية". ووفق ما يقوله كولي فإنه رغم أن الأزمة الأساسية هي الأسوأ منذ الكساد العظيم، فإن الصورة العامة مختلفة تماماً.
وأوضح: "النتائج الاقتصادية ليست بالسوء الملاحظ، ولن تكون كذلك، مقارنة بسنوات الثلاثينيات من القرن العشرين.. وذلك لأن لدينا فهماً وأدوات أفضل، ولأن الحكومات والبنوك المركزية حول العالم كانت نشطة في مواجهة المسائل". وأشار إلى أن فهم الخطأ الذي أدى إلى الأزمة المالية كان حاسماً في مواجهتها، وبالتالي وضع آليات لعدم تكرارها.
والسؤال الأهم الذي يطرح نفسه الآن هو: كيف حدثت أزمة المصارف؟
ويجيب كولي على ذلك، بأن أحد العناصر يكمن في تعقيد العديد من الأساليب والآليات المصرفية الحديثة والافتقار إلى الرؤية المناسبة لكيفية عملها. ويضيف: "لا شك في أن الابتكارات التي دخلت القطاع المالي المعاصر يمكن أن تكون معقدة بصورة غير معقولة، وأن المخاطر الناشئة في النظم المصرفية الحديثة عصية على الفهم والقياس، فكثير من كبار المديرين في المصارف لم يفهموا بالكامل المخاطر المنطوية عن ذلك".
منقول للافادة